سلمى عمر
عدد المساهمات : 117 تاريخ التسجيل : 09/11/2010 العمر : 59
| موضوع: في ليلة ظلماء كانت سرابا الأحد ديسمبر 05, 2010 3:33 am | |
| في ليلة ظلماء كانت سرابا حدثتها نفسها أن تضع حدا لحياتها دون أن تترك جثة أو يطلق عليها كلمة كافرة فكرت في طريقة تُقتل فيها تبقيها مومياء بين البشر بحثت كثيرا حتى وجدتها ما أجمل من قتل نفس بتلك الطريقة السهلة تموت الروح لا جثة لا قاتل لا مقتول سارت في طريق لتنفذ جريمتها إذ بشعاع يهبط عليها نظرت حولها إنسان آخر يسير في دربها حائر مضطرب لا يدري ما يريد نوى الرحيل لكن إلى أين لا يدرِ أنهكته الحياة صارع أمواجها كثيرا دون أن يلمح نهاية أخذته أفكاره بعيدا إلى بداية حياته الماضية علَّه يتذكر هل مرت في حياته لم يجد لها خيال سألها من أنت قالت إنسانة أنهكتها الحياة وجدت في الحياة لا ادري لماذا حاولت أن أكون جدولا احفر طريقي ثابرت في مسيري عبر دروب الحياة أحرزت بعضا من التقدم أصبحت نهرا دون مساعدة من احد عندما اقتربت من النهاية موجة عاتية أخذت كل شيء بلمح البصر كأن الحياة تقول لي إن سرت بقوة تصميمك الذي لا يلين إنني أنا هنا القوة الجبارة ربي أرشدني إلى الخير اعني على الصبر قد تعبت لم ينتصر لي احد أيدني بجنود من عندك قد ضاقت بي السبل لا دموع و لا قوة تبقى لي قد جفت الآمال زرعت في حقول الآخرين لأفاجئ في نهاية المطاف أنها بذورا لا امتلكها نظر إليها مليا إذا بفتاة أخرى قادمة استبشر وجه خيرا أنها قريبة له أخذه الوقت بالحديث معها نسي تلك الغريبة التي مضت في طريقها حتى أخفاها الضباب كالسراب قدمت إلى الحياة و اختفت لم تطمح لشيء طوال حياتها القناعة شعارها مادام من جاء بها إلى هذا العالم لم يهبها حنانه بل استنفذ خيراتها و تركها للزمان ينهش فيها دون رحمة و شفقة لماذا تحزن من الغرباء يكفي أنهم استمعوا لها في لحظات فراغهم في ليلة ظلماء كانت سرابا
| |
|