ورد وقهوة الفنجان الحادي عشر

يانجمة تصارع فجر الصباح
وتعاند قوافي القصيدة
فإني أتصارع مع حلم استفاق
من نوم عميق سكنت نبضاته
منذ ألف عام وعام
وبين عشق تأججت نيرانه
فأصبح المنى الدافق لنبض القلب
على ألحان الوتر  الماجن
تتنسم هواء روابي  مزهرة
تعيدني الى أوائل ربيع  العمر
تسمو الى الأعلى فوق سحب
السماء الصافية  وتنثرين نجومك وأقمارك
حول روحي لأغسل  سواد الليل
بنور وجهك الوضاء
وانقشك قوافي قصيدة على جدران قلبي
وأزرعك  غرستين
الأولى على اليمين شجرة دائمة
الاخضرار ناظرة على روابي
القلب زيتونة تدوم مئات السنين
والثانية على الشمال شجرة تين
ثمرها حلو المذاق كل حبة منها
تندمج بسبع حبات من الأولى
لتكون دواء لكل عليل
تسقيها شرايين القلب وتحنو عليها
الى أبد الآبدين
ليتك تعلمين كم  يكون الحلم باهتاً
ولاتتناغم ألحانه الا عندما تحضرين
عندها فقط يصدح تغريد العصافير
ويزقزق فرحاً وتتفتح له براعم الياسمين
لتعلو باخضرار وريقات تحمي
هذا العشق وتترسخ مئات السنين
وأريج انفاسك وانفاسي يعلو عندما
تتلامس الأيدي ونبحر في العيون تائهين
وأتوضأ من رضاب الشفاه
وأتيمم من ملمس الوجنتين الناعمة
ويحتشد لحن الهوى في محراب الليل
من أوله لنصلي صلاة العشق
بوله وحنين مستهلين أولها
بوشوشة التنهيد بأصوات
الأنفاس بآهات لاتلين
تتلقاها شهوة الغرق في اتون
لن تطالها أنامل الورد ولا حروف العالمين
لتهوي على أول النبض
القابع بين أحشاء الروح
وأول حبات الرمان النافرة
على اعالي أرض الياسمين
حيث نشعل ألحان القصائد
لانأبه لابالآتي ولا بالغادي
ونرتل عبادتنا لنتوه بين
لهفة الشوق ونار الوصل
ونتلمس أطراف الحروف
لنلتقي بالكلمات الدائخة
لنصل الى شرفات الآهات اللاهثة
بعد أن أعيانا التعب من الركض
حول بساتين الورود والياسمين
ويلومنا شبق الحلم عندما نستفيق
من غفلتنا بعد أن يلفحنا صباح الفجر
بعناق مع جلبة الغنج الشقي
لنعود الى ورود تزيدنا توهجاً
بعد أن نشم عبق الهال من فنجان قهوتنا
صباحكم ومساؤكم حب وأمل وسعادة
يوسف الصبحات
ابو غسان