[center]قال فهد صقر دعنا نبصق على الحقيبتين لنذهب إلى البيت و نتناول الطعام
نعود بعد ذلك للبحث عنهم مجددا لأنني أتضور جوعا و راسي يؤلمني
وافق صقر لان معدته أيضا خاوية بدأا مشوار عودتهما بنشاط بالرغم من الآلام الشديدة التي ألمت بهما بعد قليل أصبح السير عسير عليهما قال فهد صقر أجد قد مشينا كثيرا
لم يرد عليه صقر و بقي صامتا عاد فهد سائلا أين الدرب يا صقر
أردف قائلا إننا لا نسير على الطريق الصحيح إلى أين نسير أتعرف
قال صقر إلى أين أتعرف إلى أين بسخرية رد فهد لا لا
رد صقر بغضب لا أنت أتيت بي إلى هنا و عليك اخرجي منه
رد فهد و هو يسقط أرضا خائر القوى كنت سأخرجك لكن أنت شوشت تفكيري
انا الآن لا أعرف كيف أخرجك قال صقر بغضب ماذا ؟؟ قال فهد لا اعرف لا اعرف
فهذا الحقل يمتد آلاف الأمتار إن لم نسلك الدرب الصحيح سنبقى به يومين
دون أن نخرج منه أو حتى قد نضيع به صرخ صقر ماذا ألا تعرف يا مخرب إني جائع
قال فهد اخرج بنفسك قال صقر إن أمك اختصاصية في زراعة الذرة أما أمي فهي حلابة
فانا استطيع أن اخرج من أي حظيرة مغمض العينين طلب منه فهد أن يأخذ قسطا من الراحة
أحس صقر انه قد يتشاجرا لولا التعب و الوضع الميئوس منه
لا يحق لهما أن يصرفا قواهما و طاقاتهم المتبقية بخصومات داخلية
جلسا بقرب بعضهما
@@@@@@@
أتت فكرة ما لصقر فقال فهد ما رأيك أن نتسلق و ننظر إلى أين يجب أن نسير ؟؟
رد عليه فهد بحدة ماذا نتسلق ماذا ؟ هل هي شجرة إنها غلة و لم اسمع أحد من الناس تسلق غلة !!!
قال صقر: ما الفرق انظر كم هي قوية ساق الذرة مثل شجرة لابد ستتحمل!!
اقتنع فهد بالفكرة قال لصقر هيا تسلق فأنت اخف وزنا مني و أنا سأسندك
قال صقر: لنجرب صعد صقر على كتف فهد و ضغط بحذائه على انفه و بقي صابرا
بدأت رجلي فهد بالتأرجح و ركبتاه ترتجفان لتنثنيان صرخ فهد انظر بسرعة إنني اسقط
لم يسمعا إلا صوت فرقعة كقنبلة كان صقر راقد بالأرض انفه منغرس في التراب
شعر بالرمل بفمه و صار يصرخ أين أنت يا فهد هل لازلت على قيد الحياة ؟؟
برز رأس فهد من وسط كومة من الذرة المحطمة اخبره صقر انه لم يشاهد شيئا فالذرة أعلى منهما
وقف فهد محدقا بالسماء فجال بفكره فكرة
((يا لسخرية رواد فضاء يحلقون في رحاب السماء وسط النجوم على بعد مئات كيلو الأمتار عن الأرض دون باس عليهم و نحن هنا نضيع في حقل للذرة ))
كأن صقر قرأ ما جال بخاطر فهد رد عليه لا لا لا يمكن إن هذا مستحيل لم يحدث قط أن تاه احد في حقل للذرة لكننا قد أخطانا و مشينا في الاتجاه الخاطئ !!
أردف قائلا إنني أتذكر إن الشمس كانت خلفنا عندما دخلنا حقل الذرة لنرجع؟؟
رد عليه فهد ربما أنت على حق هيا بنا نعود أدراجنا مشيا ألهوينا
قال فهد ما اشق السير يا الهي مشيا كأنهما عجوزين قال صقر: إننا نمشي كم من الوقت مضى لا نعلم و لا كم من المسافة قطعنا رقدا على الأرض منهكين قال فهد ما الحل لا احد يعلم أين نحن
لن يجدونا لابد سنهلك و بعد أسبوعين لابد ستأتي الحاصدة لتجمع عظامنا مع محصول الذرة ؟؟؟
قال صقر كان الواجب علينا تناول الغداء على الأقل لكنا صمدنا أكثر لقد أخطأت !!!
رد عليه فهد أن غدائنا اليوم كبة و لبنية أجابه صقر و نحن طعامنا دجاج مشوي و سلطة
قال صقر دعنا نستغيث بالناس ؟؟؟ أجابه فهد ماذا تقول
هل ليسخر مننا شابان كبيران بحقل للذرة يستغيثان في وضح النهار ((عزة نفس أبية))
قال صقر ليكن إن كان الأمر يثير سخرية احد ما ؟؟ رد عليه فهد مادام الأمر هكذا لنغنى !!!
@@@@@@@
صارا يرددان الأغاني التي تأتي على فكرهما لا يعرفان لماذا دائما كل الأغاني التي انشداها كانت تبدأ ب آه آه حتى بحا صوتهما فرقدا منهكين القوى بسبب الجوع و الغناء
مد فهد لسبب ما يده إلى جيبه فوجد قطعة من الحلوى
كانت عمته سلمى قد أعطته إياها صباحا قبل أن يغادر إلى المدرسة
لكنه أعادها لها فأجبرته على الاحتفاظ بها صرخ قائلا صقر خذ تناول هذه ستخفف رغبتك بالشراب
إلا أن صقر لم يرضى أن يتناولها لوحده فقام بتقسيمها إلى قسمين ناول فهد القطعة الكبيرة
قال له: فهد لا أنا أخذ الصغيرة لقد تناولت في الصباح فطوري فانا اقل منك جوعا
قال صقر أنا تناولت فطوري لست جائع صار كل واحد منهما يعدد ما تناوله في فطوره
ازدادت كميات الطعام انتهت المباراة بان قضم صقر قطعة صغيرة من قطعة الحلوى الكبيرة
هكذا تساوت الحصتان اجتهدا في تناول قطعة الحلوى لتبقى أطول مدة ممكنة
لكنها انتهت أصابهما رغبة اشد في تناول الطعام و الشراب بدأت الشمس بالمغيب
سيطر عليهما فكرة هل سيبقيان على قيد الحياة حتى الصباح قال فهد اغفر لي يا صقر إن بدر مني ما لا يليق أدرك صقر أن فهد يودعه رد عليه بصوت مبحوح مختنق من الحزن و أنت سامحني يا عزيزي اختلطت الأشياء أمام بصريهما و هما يفكرا كيف أن حماقتهم قد أدت بهما إلى التهلكة
تذكرا عمتهما سلمى(( أين أنت يا عمتنا الحنون لو ترينا الآن
لابد ستخرجيننا من هذا الوضع الخطير وتزيلين الخوف نظرات عينيك تكفي لتشعرنا بالأمان
آه يا عمتنا كم نحن إليك إننا لم نعرف قدرك إلا في المصاعب ))
تابعا أحلام اليقظة عندهما إننا في ريعان الشباب سنهلك أشاحا بوجهيهما عن بعضهما
بدا بالبكاء بصوت منخفض ثم ارتفع إلى النشيج و النحيب خدرت أرجلهم بسبب جلوسهم عليها طوال الوقت أحسا بدنو اجلهما ها هم بدأا يفقدا حواسهما شيئا فشيئا لا بد قد دنيا من النهاية الآن
فجاءه دوى في أرجاء المكان صوت موسيقى و شعاع ضوء
أصاغا السمع إن الصوت قد وضح الآن لا بل أصبح أكثر وضوحا
صرخ صقر فرحا فهد إننا لازلنا أحياء
لابد هذا الصوت و الضوء لسيارة ما قد توقفت في مكان قريب مننا
دعاه للإسراع بالنهوض للذهاب إلى مصدر الضوء و الصوت
فما كان من الاثنين إلا أن تقافزا راكضين إلى ذلك المصدر هما راكضين تعثرا بشيء ما توقفا عنده
وجدا حقيبتيهما فحملاهما و هما ضاحكين ضحكة بلهاء
تراكضا إن المذياع و الضوء اختراع عظيم لأنهما سبب خروجهم من محنتهم هذه
عندما وصلا إلى مصدر الضوء و الصوت شاهدا مجموعة من الشبان يحتسون الشاي فشاركوهم
هكذا انتهت مغامرتهما على خير هذه المرة قالا في نفسيهما: لابد أن هؤلاء الشباب ليس عندهم عمة مثلنا إلا كانوا ضاعوا مثلنا لا يقول احد كلامنا كذب
لأننا لولا عمتنا و عذابها لنا لم نفكر في مغامرات خارج المنزل
توته توته انتهت المغامرة